الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

فكرة

فكرة

الفكرة هي وليدة العقل فهل عقولنا ولَّادة ؟
العالم كله يتساوى لا يمكننا الجزم  أن هناك مجتمع أكثر ذكاءاً من مجتمع آخر ، رغم أن العديد يرى ذلك ، لكننا نجد بيننا كل يوم مفكرين جديد ومبدعين بأفكار مبتكرة يخرجون لنا ليحركوا المياه الراكدة بعض الشيء ، ليثبتوا ليس فقط للعالم أجمع ولكن أيضا لنا ، لأنفسنا ، أنه مازالت البذرة بداخلنا لنبدع ونتطور ، ولكنها تحتاج لمن يرعاها وينميها . 

في عالمنا العربي تجد أن القوى تتكاتف لتحجيمك وتصغير شأنك وقتل طموحك ، وأنت تساعدها كذلك بالإستسلام لها . والذي لا ترى غيره سبيلا . 

للأسف تربينا في ظل قمع فكري وتعلمنا اللاشيء في ظل منظومتنا التعليمية المتطورة ، وما لاقيناه من كبح جماح عقولنا جعل الإبداع من حظ قلة ممن يملكونه بالفطرة وأيضا حاربوا تلك الظروف وقاوموها وتمردوا عليها .
الإبداع يمكن اكتسابه وإن كان يختلف المكتسب عن الفطري ولكن حين يصبح الجميع مبدعا وتتفاوت الدرجات يرقى المجتمع وتتطور منظومته الإنتاجية ليصبح هذا المجتمع في يوم ما بذرة لحضارة ذهبية حلمنا كثيرا بها .

"الفكرة ليست هنا أو هناك ، الفكرة بين ثنايا العقل تبحث عمن يفتش عنها ، ولن تجد من يفتش في جنبات عقلك على فكرتك ، فإبحث عنها بنفسك وإجتهد أكثر 
فالعبقرية في الأصل إجتهاد ."

التربية والتعليم 
وياله من مصطلح، قلنا التربية والتعليم لا بل التربية قبل التعليم، ولكننا لم نعد نرى هذا ولا ذاك، لا تربية في البيوت إلا من رحم ربي والأكيد إنعدامها من المدارس ، بالطبع لن أذكر الجامعات التي تخلت عن كلمة التربية بإنتسابها لوزارة التعليم بإعتبار أن طلاب العلم قد تربوا وكونوا شخصياتهم المستقلة، وهذا أمر يطول الحديث عنه، ولن أخوض فيه منعاً لحرقة الدم .
ولكن دعنا نتحدث عن التربية والتعليم، لا أعرف هل لاحظ المسئولون عن هذه الوزارة أنهم مسئولون عن بناء شخصية الطفل منذ بدء ادراكه للأمور حتى تصبح له شخصية مستقلة واضحة المعالم ؟،لا أعتقد هذا، فبالنظر للمناهج التعليمية وطرق التدريس لا أرى أي خطة للتربية ، ولا حتى للتعليم ، فالحشو غالب فيها ناهيك عن أن الطلبة لا يعلمون حتى ما فائدة ما يدرسون، كل الفائدة المنتظرة هي الشهادة، مجرد ورقة، تخيل معي بعد سنوات طوال ملتزم بجدول مدرسي تحضر يوميا ولك أجازات كأنك موظف وينفق أهلك العديد والعديد من الأموال، لتجد في النهاية أن كل ما ربحته هو مجرد ورقة، ونتعجب أن الشباب يتعجل الهجرة خارج البلد. ولكن كلنا أمل في الإصلاح بعد الثورة . 

من الصعب أن أتحدث عن مؤسسات عالمية فالثقافة محدودة وأعترف بهذا على نفسي أولا، فالموارد ميتة لا حياة ولا تجديد فيها، يصل إلينا الجديد بعدما يصبح من الماضي. 
ثورة النت أحدثت فرقا كبيرا ولكنها مازالت قاصرة على سكان مناطق معينة، كما هو الحال مع الأدب والفنون 

تعلمت من أحد أساتذتي قد يعرفه طلبة تجارة عين شمس، على حد قوله هو مسجل بجمعية منسا بلندن للعباقرة، قال لنا في إحدى المحاضرات والتي يتخللها بعض أسئلة الذكاء والألغاز العقلية " العقل كالعضلة تحتاج أيضا للتدريب، لا يهمني صحة إجابتك بقدر ما تهمني المحاولة وطريقة الحل" 

كذلك أرى الإبداع، بالمحاولة يتدرب العقل على الحلول المبتكرة والإبداع المستمر، فقط حاول إما أن تخرج بفكرة أو يكفيك شرف المحاولة.


محمد رجب عرابي