الأربعاء، 10 مارس 2010

رفعت الأقلام وجفت الصحف


رفعت الأقلام وجفت الصحف

فكرة غريبة وصلتني أثناء نقاشي مع أحد الأصدقاء
والذي بدأ بـ هل الإنسان مخير أم مسير؟
هو بالطبع مقتنع أنه مسير
وأنا بأنه مخير
ووصلنا لنقطة معينة
ألا وهي أن الله كتب لنا كل شيء
من البداية
ولد أم بنت ، الرزق ، شقي أم سعيد ، في الجنة أم في النار
إذا وبكل بساطه
أي كان ما سأفعله لم أكن لأفعل غيره
لأن ما سأفعله مكتوب
وما كتب قد كتب

الفكرة أني خرجت بعيدا عن حدود العقل والمنطق
كي أصل للفكرة المناسبة
وهذا ما وجب فعله لسبب بسيط
أن الله سبحانه وتعالى
تفوق قدراته ما قد يستوعبه عقولنا
لذا وجب علي هذا

تعالى نبتعد سويا عن حدود عقولنا الصغيرة
ونفكر معا
الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء
الله سبحانه وتعالى لا يحده زمان ولا مكان



تخيل معي
لو أن أمامك صندوق زجاجي صغير
ووضعت به حيوان اليف
وكانت لديك القدرة على السفر بالزمن
فسافرت لساعة بعدها في المستقبل
وكتبت كل ما سيفعله ذلك الحيوان في هذا الوقت
وعدت مرة أخرى وقمت بتسجيل ما رأيته
ألن تكون قد كتبت مسبقا ما سيفعله هو في المستقبل
أي أنه أي كان إختياره وتصرفاته
سيفعل ما كتبته أنت مسبقا
http://fly2art.net/images/Choices%201.jpg
كان هذا المثال للتقريب وليس للتشبيه فليس هناك وجه مقارنة مع الحقيقة
الله سبحانه وتعالى لا يحده المكان ولا الزمان
لأن ببساطة الزمان والمكان مخلوقات خلقها الله
لتحدنا نحن
ويراها الله كذلك
لذا يعرف ما فعلناه وما نفعله وما سنفعله
وقد يكون كل هذا في وقت واحد
ولكننا ببساطة لا نفهم هذا
ومن الصعب تخيل الفكرة أنا أعلم هذا
لذا لن نفهم ببساطة كيف يكون ما سنفعله مكتوبا من قبل
ولكننا نؤمن بهذا فقط
من هذا أستطيع أن أقول أن كل إختياراتنا
نختارها بأنفسنا
وليس هناك علاقة بينها وما كتب
سوى أن ما كتب هو ما سنفعله
ولكن ليس فرضا علينا
أي أنه علم وليس فرض
الله يعلم ما سنفعله
ولكن لم يفرض علينا ما سنفعله
ولم يرغمنا عليه

الانسان مخير في كل أفعاله

بعيدا عن هذه النقطة
البعض يقول أن الانسان مسير في بعض الأشياء
والتي لا يد له فيها
كالقضاء والقدر
ولكن لم ينظرون للأمر هكذا ؟
أنا أراها نظرة بعيدة تماما عن المنطق
القضاء والقدر هو حياتنا
التي نختار فيها أفعالنا
كيف نكون مخيرين وليس هناك إختيارات
البعض سيقول أننا مسيرين في الموت مثلا
ولكني أقول أن الموت هو قرار إلهي
الله سبحانه أعطانا روحنا لنعمر الأرض
وهو وحده من يقرر متى يأخذها
هي ملكه وحده سبحانه وليست ملكنا
لذا كيف سنكون مخيرين في أمر ليس لنا
الإنسان مخير وهذا رأيي المتواضع
والذي قد يختلف معي الكثيرين فيه
أنا أقول أنه مخير تماما وليس مخيرا مسيرا

وفي النهاية هي مجرد وجهة نظر

http://img.zeysan.com/data/media/12/smile.jpg
محمد رجب عرابي





هناك تعليق واحد:

  1. اتفق معك بشدة فى مسألة الموت وفكرة العلم بالمستقبل ، أحيانا يتصور العقل البشرى ان قوانين الدنيا تصلح للتعامل مع الله - سبحانه وتعالى عما نقول- ويصر البعض على التفكير بهذه الطريقة ، فى حين ان من المنطقى ان الخالق لا يخضع لاى قانون يخضع له خلقه ، امما عن الموت فكما قلت ، الروح ملك خالقها وليس للانسان اختيار فيما لا يملك
    ربما الاختلاف فى بداية الخلق ، يبقى السؤال :لو لم اكن فتاة مثلا فكيف كانت ستصبح حياتى ؟ الا يحق لى اختيار ظروفى وبيئتى الى اعيش فيها ؟ لكن فى رأيى هذه كلها لا علاقة ها باختيارات الانان فى حياته فعلا ، لان الكثيرين يستطيعون تغيير ظروفهم المادية مثلا لذا فهى ليست فرضا علينا بقدر ما هى تحديد لبداية حياتنا وبعدها يكون الاختيار لنا فى اى طريق نسير
    شكرا على المقال الرائع :)

    ردحذف