الاثنين، 8 مارس 2010

مخير أم مسَّير ؟

هل الإنسان مخير أم مسيَّر؟؟


سؤال يطرح نفسه بإستمرار
وإحتار فيه العديد من العلماء والفلاسفة
الذين لم يستقروا على إجابة واضحة له
وهم يعتصرون عقولهم بحثا عن جواب
ولكن في النهاية لا يتفق العديد على نفس الجواب
بل دائما هناك خلاف
وليس هذا فقط
بل إن العديد يقتنع بأن الإنسان مخير كما ذكر القرآن
رغم أنه لم يذكر هذا في القرآن
ولكنهم يفضلون إراحة بالهم
ومع ذلك يبقى لديهم دائما شك

سأبتعد عن هذا الخلاف
وأضع وجهة نظري المتواضعة
والتي إقتنعت بها تماما
وقد كانت نتيجة تفكيري في هذا الموضوع ومناقشتي إياه مع صديق

هل الإنسان مخير أم مسيَّر
الإنسان بالفعل مخير
هذا ما كنت أعتقده قبل أن أفكر
كيف يكون الإنسان مخير وهو لا يختار أبواه
كيف يكون مخيرا ولم يختر بيئته التي يتربى بها
كيف يكون مخيرا وهناك القضاء والقدر
كيف أكون مخير وأنا لا أستطيع إختيار ساعة مولدي أو المكان
وعلى نفس المنوال
كيف أكون مخيرا وأنا لا أستطيع إختيار مكان مماتي أو الزمان
أو حتى كيف أموت
أين الإختيار في كل هذا
كيف أكون مخيرا طالما لا أستطيع الإختيار

ولكني أقولها ببساطة
الإنسان مخير على طول الخط
ولنفكر في الأمر بصورة أخرى
ألا يحتمل أن يكون كل هذا مجرد إختبار
على أساس أن الدنيا دار إختبار
هي إختبارات نخوضها ومجبر علينا خوضها
ولكن كيف نتصرف فيها هذا هو الإختيار
ومنه تظهر نتيجة الإختبار
ولكن هناك من سيبتعد تفكيره جدا
ليقول لنا
أليس هذا التصرف مبني على شخصية المرء
وأليست تلك الشخصية
بنتها البيئة التي تربى بها والتي لم تكن من إختياره
وبنتها مواقف لم يكن بيده أن يختارها
ألا وهي القضاء والقدر
وبهذا السؤال سنخرج من إطار هل الإنسان مخير أم مسيًّر
لندخل في نقطة جدلية أخرى
ألا وهي
لماذا خلقنا الله
طالما مكتوب ما سنفعل مسبقا


وعند هذا الحد
يقف المقال


محمد رجب عرابي

هناك تعليقان (2):

  1. الانسان مخير .. قضية ناقشتها الكثير من الكتب الفلسفية ووصل الحد للالحاد لاثبات ان اختيارات الانسان لا تخضع للقضاء والقدر ، وفى نفس الوقت الاسلام يخبرنا بأننا مخيرون ، دخولنا الجنة نتيجة لاختياراتنا فى الدنيا، نختار أن نطيع الله فنؤمن بالقضاء والقدر ، أو نختار أن نعصيه .. أسئلة كثيرة ومن يتعمق قد يفقد عقله قبل أن يصل للحقيقة كاملة !
    شكرا على المقال وأرجو فعلا أن يكون هناك مقال آخر :)

    ردحذف
  2. منذ العصور القديمة قبل ظهور الإسلام وجدت تلك المسألة هل الإنسان مخير أم مسير ، ومع الإختلاف في ظل وجود الإسلام انقمست الفرق الإسلامية كالمعتزلة والجهمية والقدرية وغيرها ...
    البعض رأى أن الإنسان مسيّر لأنه لا قدره مكتوب عليه من حياة وموت وإلى غير ذلك ويرى أن أفعاله مكتوبه عليه منذ ميلاده .
    بينما رأى البعض الإنسان حرا فهو ولد حرا يختار أفعاله لهذا يحاسب عليها ..
    نأتي نحن لنقف على نقطة هل الانسان مخير أم مسير ؟
    الأصح هو الإنسان مخير مسير
    كيف هذا ببساطة الإنسان ولد مكتوب عليه قدره وحياته ومماته وزواجه ورزقه وكافة تلك الأمور ..
    ومخير في اختيار أفعاله فانت تعلم الصواب من الخطأ الذي ينبع من عقيدتك وتعاليمك وعاداتك وتقاليدك وتوفقها حسب عقيدتك الصحيحة ، وقتها تختار أفعالك وتحمل الصواب والخطأ وتعقد النية على ذلك وتفعلها فهل هناك من ألزمك أمرا لا فانت من تختار افعالك بنفسك المعنى الذي أريد أيضاحه
    هو كون الإنسان مخير تماما فيما هو معلوم لديه من الحياة التي يعيشها بينما مسير في الأمور التي لا يعلمها مثل القضاء والقدر والحياة والممات وكل ما هو مكتوب في غيبه ، إذاً هو مسير في مستقبله مخير في حاضره .
    وحين سئل العلامة ابن العثيميين رد ردا صريحا في هذا الأمر وقال :
    الإنسان الحر العاقل المسئول عن تصرفاته هو حر في أفعاله مستدلا بالآية القرآنية { فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا } وعدة آيات أخرى من القرآن الكريم .
    واذا قلنا أن العبد قام بشئ وفعله فقد أراده الله له لقوله تعالى { لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } . فكمال الربوبية يقول أن لا شئ يحدث في السماء والأرض إلا بإذنه سبحانه وتعالى .
    بينما في كافة الأمور الغيبية فالإنسان مسيّر تماما .
    ( مجموع فتاوي ابن العثيميين )
    وشكرا يا محمد على الموضوع .

    ردحذف